آخر الأحداث والمستجدات
ردا على افتراءات 'أحمد الفوحي' : لا بر لمن لا بحر له
(نشر "أحمد الفوحي" يوم 26 مارس 2013 "مقالا" بجريدة "هسريس" الإليكترونية، يحمل في طياته كثيرا من الافتراءات والمغالطات والتحامل على زميلة له بنفس الكلية (كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمكناس)، وذلك بهدف تصفية بعض الحسابات مع عميده القديم الأستاذ "عيد الله المالكي" الذي جعل منه موضوع المقال المذكور. وباعتباري من أهل الدار، فهذا ردي على افتراءاته).
أستاذي المساعد الأزلي المحترم،
كم وددت لو كاتبتك، اليوم، لأعاتبك عتاب الأصدقاء، لكني مضطر لأجادلك كما جادلت من قبلك زملاء من صنفك، نضب المداد في داوتهم ولم يعشعش القُرّاض بألسنتهم، فراحوا يثرثرون ويحترفون الضرب على الطر وهو بارد غير سخون؛ أولائك الذين "انحرفوا"، بعد أن فشلت مساعيهم في التحصيل وجفت مراعيهم، فتسلقوا 'الأركان" كالمعز؛ أولائك الذين اكتفوا وقنعوا بما أوتوا من العلم وهو لقيط قليل، لكنهم أفطأوا، بعد التقاعس، حتى حادوا عن الخلق، فأفطأوا وأقسموا ألا يتفاطأوا، فأفطأوا الكرة...
أقول لك هذا، "سيدي" المساعد، محتميا بلغتك وممتطيا بلاغتك، وقد تفصلك عن لغتي ولغة غريمتك (ب.و) مسافات بعيدة المنتهى، حتى وإن "بزقت" من حين إلى حين مفردة من مفرداتها في مجالس الأخلاء. أقول لك هذا، وأنا عار كالشجر العجرد، لا وكر احتضن ولا بيض اختزن. أقول لك هذا ولم تحملني إليك إلا موجة الغضب، ولم يحركني إلا إحساس حارق بالظلم.
أستاذي المساعد حتى إشعار آخر، لم ينازعك أحد حقك في الرد على من اضطرمت وحمت بينك وبينه نار العداوة، ولم يحسدك أحد على "بلائك الحسن" في معركة مفتوحة ضد عميدك السابق، وإن كنت قد سُقت إليها وحيدا، يتيما، بغير حليف يحد، من حين إلى آخر، من طعناتك العشواء. غريب أمرك، ياسي أحمد، يأيها الجندي الضائع، تندفع اندفاعا كمن يُضرب من قفاه، وظهره أنجبر من غير عثم.
لقد طغت عليك ذاتيتك، "سيدي"، وتعطل عقلك من وطأة معاناتك النفسية بسبب الغل والحسد الذي يعصر قلبك ويحرقه، فانسقت، في ضعف، وراء الانطباع والأحقاد وكلام العامة: إنها العادة الطادية التي، كالطبع، لا تفارق صاحبها. فأنت معروف بتقلبات المزاج وبسرعة الزناد وسخاء اللسان، بعد أن شح القلم. ألم تقسم ألا ترضى لنفسك إلا الموضوعية والرزانة؟ لكنها العادة الطادية...!!!
لقد أطلقت، هذه المرة، سيدي المساعد، العنان لقلمك المبتور ونهلت من قاموس ادّخرته بعناء عبر السنين. لم تعبأ مدافعك، أيها الجندي الضائع، بما يأتي به وعليه رصاصها؛ وجهتها شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، وكأن المقاصد كلها سواء وأن المرامي واحدة.
هناك، سيدي المساعد الأزلي (أليس هذا ما يسبب لك ما أنت فيه، بسبب الغيرة والحسد؟)، من قضايا التعليم العالي المختلفة والمتعددة ما يمكن أن نملأ به صفحات وصفحات؛ أنحصيها ونصنفها معا؟ أكاد أجيب أنه أنت وأنا، قد نلتقي معا عند تعدادها وترتيبها وتحديد المسئوليات فيها. نعرف أن هناك، في بعض كلياتنا وبعض معاهدنا العليا، بعضا ممن يأتون أفعالا ( منها ما هو محبوك حبكا، وأعرف منه ما لا تعرفه) لا يقبلها عقل ولا يتحملها ضمير (والحمد لله أنهم قلة قليلة).
تقول: "لنبدأ ببيتنا، فنحن له ومنه"، أقول:"أجل". لكن، لنترك الافتراء والاختلاق، ولنفضح الانحرافات الحقيقية ولنجهر بالخروقات الصارخة. لنصرخ في وجه أولائك الزملاء الذين تبولوا على القوانين وداسوا ودنسوا الأخلاق والأعراف وأهملوا مسئولياتهم التربوية والبيداغوجية؛ وكل هذا، أمام أعيننا. لنعمل، إذن، بنفس الإرادة القوية لنبذ لغة المجاملة والصداقات المزيفة و"تفريق الغا" في المقاهي، ولنتمسك بالموضوعية ولغة الحقيقة. فأنت، ياسي أحمد- وكنت أنتظر منك غير هذا- حامي ملة البعض وساكت على نزواتهم (ربما بسبب الفشل العلمي والتربوي الذي يشكل القاسم المشترك بينكم)، بحيث يثقل لسانك ويُهزم قلمك للحديث أو الكتابة عن فضائحهم، بينما تكشر عن أنيابك ولا تعض لسانك ولا تغض طرفك، عند الحديث عن زملاء آخرين لا تحسبهم من أصدقائك وأصحاب ملتك، لأنهم، ربما يؤاخذون عليك بعض سلوكاتك، قبل أن ينازعوك الرأي. أقول لك هذا، وأنا شاهد على ذلك. أقول لك هذا، ولا أريد أن أحتمي بغير زملائي من جيلين اثنين، عرفوني بـ"جلباب" واحد، دخلت به الكلية وخرجت به منها، وما "بدلت تبديلا".
لهذا، أنا غاضب منك اليوم، لأنك، بسبب الغيرة والحسد، أقدمت على "نحر" زميلة لك (ب.و) نحر البعير، قبل أن تتبختر وترفل في نشوة كالغرغر في مملكة الدجاج. وليس في هذا ما يشرفك ولا ما يعلي من شأنك. فلو سميتها باسمها كاملا، لأحسنت واعتُرف لك ببعض من البسالة أو بشيء من النزق. نعم، لقد نحرتها لا لشيء، إلا لمحاولة النيل من عميدك السابق و"عدوك اللدود"، وحشرتها في حسابات هي بعيدة عنها كل البعد. لقد طعنت في ملفها العلمي بشكل دنيء، قصدت به الذكاء، فأصبت الغباء: فهل تعلم أن الحماية لا يطلبها إلا الضعيف؟ لقد تاهت بك ذاتيتك حتى اختلطت عليك الأمور، فرحت تنكر على العميد السابق أستاذيته، بعدما اعترفت له بها (وهو اعتراف، على كل حال، لا يحتاج إليه ولا يستجديه الأستاذ المقتدر من الأفاكين أمثالك) في مقدمة مقالك المنشور بجريدة "هسبريس" الإليكترونية يوم 26 مارس 2013: لقد نصبت نفسك مؤسسة علمية بذاتها (والعلم بريء منك براءة الذئب من دم يوسف بن يعقوب)، ثم أزبدت وأرغيت ورعدت وكتبت. كدت تجن، كدت وكدت... كأن الكلية زلزلت زلزالها وأخرجت كل عيوبها؛ وخرجت كافة تماسيحها وعفاريتها. صرخت في الناس: "السرقة موصوفة والحكم مطلق". أنقذوا العلم! أنقذوا الجامعة!" ...سكتنا وقلنا أعوذ بالله من هذا الكلام... أعوذ بالله...أحقا، اطلعت – فيما اطلعت، قبل وبعد كل شيء – على ملف الأستاذة ووقفت على مكامن الضعف والنقص ومواطن القوة والجودة فيه ؟
طبعا لا؛ فمن أين لك أن تقدر قيمة ملف علمي لا قبل لك بفهم محتواه ومضمونه، سواء تعلق الأمر بالجانب العلمي فيه، أو باللغة المستعملة في كتابة المقالات والأبحاث المكونة له. لقد اكتفيت بما هُمس لك به في أذنك الزائغة، الصاغية، وتمسكت بما أوتيت من حجة واهية؛ تشبثت بمبدأ الاختصاص! الله أكبر :"سي أحمد والاختصاص"! لنعد إلى السياق: تتحدث عن غياب أهل الاختصاص من الكلية في لجنة تأهيل زميلتك المحترمة (وهي محترمة، بالفعل، رغم أنفك، بفضل اجتهادها ومثابرتها وعملها وأخلاقها)؛ ليكن في علمك، يا"سيدي"، أن أول من أشرت إليهما، في مقالك، شارد، ولا صلة له بالاختصاص الذي تتحدث عنه؛ أما الثاني، فزميلتك المحترمة قد سبقته إلى الميدان بسنوات؛ وهو، بعد أن ظل يسابق الزمن ويحرق المسافات للحاق بنفس الاختصاص، لم يول وجهه نحوها يوم أن طلب الاعتماد لـ"ماستر" من نفس التخصص؛ ولم يعر آنذاك أي اهتمام لمقياس الاختصاص الذي يجمعه بزميلتك التي تجنيت عليها. "نزيدك ولا باراكا أسي أحمد فهذا الشي ديال الاختصاص؟". فكيف تريد منها أن تقبل على نفسها وعلى مكانتها العلمية بأن تعترف بمن لم يعترف بها؟ أضف إلى ذلك، أنك تعرف حق المعرفة (وربما لك يد في ذلك) ما يدور في شعبة اللغة الإنجليزية وآدابها من معارك لا يُعرف قطها من فأرها؛ وتعرف كيف يتحول، بقدرة قادر، القط فأرا والفأر قطا، مما يدفع بأساتذة الشعبة الأكفاء إلى الرجوع الوراء وتركيز اهتمامهم في مسئولياتهم التربوية والبيداغوجية، تاركين الميدان لمن هم من طينتك، يتناطحون ويتطاحنون في معارك وهمية، لكنها، أحيانا، قد لا تبقي ولا تذر.
لقد انطلقت مما اعتبرته حماية للأستاذة من قبل "عدوك اللدود"، لتوهم قراءك أن ما تقدمت به المعنية بالأمر لنيل شهادة التأهيل لا يرقى إلى ما قدمه بعض زملائك من مختلف الشعب لنيل نفس الشهادة، والحال أن ملفها، بشهادة أهل الاختصاص حقا، أفضل بكثير من بعض الملفات التي نال بها التأهيل بعض من الذين هم محسوبون على "قلعتك العتيدة". هل تريد أن أحكي لك عن تأليف لجان تأهيل بعضهم بين متخصص في الأرنب وقاض باسم العقرب؟ لن أفعل لسبب بسيط: فأنت أعرف بهم وتتلو أسماءهم، كما تتلو، في صلواتك الخمس، "الم، ذلك الكتاب لا ريب..." (صدق الذي حملك عبء الحياة وهو أعلم). ورغم ذلك، فقد شهدت لهم بالنزاهة المطلقة والشفافية الكاملة، في حين رحت تتهم زميلتك بالاستفادة من المحاباة والمجاملة. هل ستدعي أنك لا تعرف الحقيقة؟ لن يصدقك أحد؛ ذلك أنه معروف عنك، أنك بالمرصاد، تراقب الشاذة والفاذة، وتدون الصغيرة والكبيرة، وتشم رائحة الفضائح على مدى أميال وطول السنين. فالفوحي يشم كل ما يفوح، حتى قال بعضهم: اتركوه يفعل؛ فقد أقسم ألا يأكل من خبز البحث العلمي وألا يسخِّر قلمه لما ينتفخ به جيبه وألا يعوك معاشه بعض المعاك ويحسُن حاله.
كما قال البعض: اتركوه، فهو من أهل الخرضة، يأكل لحم جاره ويلحس الإناء من مرقه لحسا وملحاسا؛
وقال آخرون: اتركوه، فقد صح فيه ما قاله في غيره الكميت الأسدي:
واحتل برك الشتاء منزله، وبات شيخ العيال يصطلب ،
وأضيف (من عندي): واكفهر وجه السماء، وملبسه، في عتي موجه، يستقطر.
تتحدث، صديقي المساعد إلى أجل غير مسمى، عن الاختصاص. الله أكبر أسي أحمد... لو عاشرت أهل الاختصاص، لعرفت ما تحمله هذه الكلمة من معان، وما تحيل عليه من تحصيل وتأليف وتأطير. فأين لنا من الاختصاص ؟! فلنسكت على عيوبنا ونَحْتَمِ بما كتبناه في شبابنا (غالبا للحصول على الشهادة)، الذي جعلنا منه كتابا يحمينا من تكاليف الزمن، ثم نسيناه أو ربما نكرناه، بعد أن بددته أمواج العلم ورياح البحث الأكاديمي المزدهر في غير ديارنا. حديثك عن الاختصاص يذكرني بالمثل الشعبي الذي يقول:"ما ينفع غير الصحيح، أما الراشي كيديه الريح". لو هبت علينا رياح العلم، يا صاحب الاختصاص، لعصفت بنا جميعا. تتحدث عن الاختصاص، لكن الأمر كله في كلمة "الحماية" وما تحمله من معان. فأنت صريح العبارة، ولا تخشى بأس ما تكتب. فقد يُستخلص من كلامك ويُفهم منه أن علاقة ما، غير علاقة الزمالة، تربط العميد السابق، الأستاذ الدكتور عبد الله الماكي بالزميلة المعنية التي ترأس لجنة تأهيلها.أهي علاقة انتفاع ؟
إذا كان الأمر كذلك، فالانتفاع مصالح؛ لكن عند أية مصالح يقف أو يُسْتَوقف القارئ لمقالك؟ ففي كلمة الحماية، يكمن الضرر، لأن فيها مس بكرامة الأستاذة وبكفاءتها العلمية. لقد سمحت لنفسك باتهام رئيس اللجنة بالانحياز، وتجاوزت الحدود بالطعن في نزاهة الأساتذة، أعضاء اللجنة الأجلاء، باتهامهم بالتواطؤ، وشهرت بالأستاذة بالشكل الذي اعتمدته، أسي أحمد المساعد، في النيل من سمعتها. لقد ذاع خبر مكتوبك وشاع، بعد أن اضرغط ّبافتراءاته ومغالطاته، بين طلابها وبين زملائها الأساتذة؛ وهذا عار على جبينك إلى يوم القيامة...
لن أسترسل في سرد التراهات التي جعلت منها سلاحا لتصفية حسابك مع عميدك القديم الذي جعلت منه "عدوك اللدود" وانبريت، من أجل ذلك، للنهش والعض في كل من كانت له به علاقة، حتى ولو كانت علمية، كما هو الشأن في القضية التي نحن بصددها. لهذا، لم تسلم، لا اللجنة العلمية التي قبلت المساهمة معه في نقاش ملف تأهيل زميلتك المحترمة، ولا هذه الأخيرة من سهامك المسمومة، والحاملة لشحنات فائقة من الحقد والغل والحسد والغيض. ويصدق فيك وفي الفاشلين (علميا وتربويا) من أمثالك قوله تعالى: "قل موتوا بغيضكم" (صدق الله العظيم).
ختاما، لندع عمروا وزيدا وكيف تأهلا، وكيف لا زال عمرو يسعى لتأهيل زيد؛ ولنترك أهل الاختصاص الذين هم على هدى من علمهم، وأجبني عن سر العلاقة بين رئيس اللجنة والأستاذة المعنية؛ وقل لي لمَ لم تفضح سر هذه العلاقة ودوافع حمايته لها، وأنت أعرف بأسرار الكلية كلها؟
الكاتب : | أحمد أكواو |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2013-04-22 23:43:33 |